البيــان الوزاري والإمــام الصــدر
د.نسيب حطيط
منذ الإنتداب وبعد استقلال لبنان ،تأسست منظومة التمييز وعدم المساواة وفق معادلة (أبناء الست وأبناء الجارية ) التي قاومهاالإمام الصدر لنصرة المحرومين فكان ضحية المتآمرين متعددي الجنسيات .
أكثر من ثلاثين عاما والمجرم معروف والجريمة واضحة ،الإختطاف القسري للإمام الصدر والشيخ المجاهد محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، ولم تتحرك المحاكم الدولية ولا العربية أو الإسلامية و حتى القضاء اللبناني فقد تحرك بعد ثلاثين عاما من الجريمة وبشكل خجول.
العدالة لا تتجزأ ولا تزور ولا تسيس، بل تكشف المجرم وتعاقبه ،لكنها في لبنان تحقق وتكشف من قتل الرئيس كرامي(رئيس وزراء اللبناني)المسلم السني وتعفو عنه في مجلس النواب ولم تغبن الطائفة ؟!.
في لبنان يختطف الإمام الصدر ولم تقم طائفته بالإنتقام مع ظنها بتآمر البعض في الداخل أوالخارج ، ولم تقطع العلاقات مع نظام القذافي بحجة الحفاظ على مصالح بعض اللبنانيين الذين يصدرون التفاح أو يعملون في ليبيا، وحرص الشيعة على عدم نسيان القضية .
في لبنان يكتشف العملاء ويحاكمون ويعترفون لكنهم لايعدمون، بانتظار العفو أو غلبة الفريق الذي يعتبر التعامل مع إسرائيل وجهة نظر سياسية أو تحالفا مبررا لحفظ التوازن الطائفي، ويتساقط الشهداء قادة ومجاهدين من الشهيد الشيخ راغب حرب الذي إغتالته إسرائيل مع عملائها والشهيد عماد مغنية والشهيدين الأخوين مجذوب في صيدا وعملاءمكشوفين و مستورين لكنهم بانتظار الاستئناف وتخفيض العقوبة والحسم،لتصبح السنة السجنية9أشهر بدلا من 12شهرا ،والمؤبد بدل الاعدام و العفو حفظا للوحدة الوطنية والعيش المشترك!!.
في لبنان يغتال رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات ووزراء ونواب وشخصيات ومواطنون من كل والطوائف ،لكن العدالة انتقائية ،ويمكن نسيان الجميع إذا كانت مصلحة أميركا تقتضي ذلك .
يغتال ياسر عرفات وبنازير بوتو وغيرهم و يغتال الموساد الإسرائيلي ،المبحوح في دبي وعماد مغنية في دمشق والعالم النووي في إيران واللواء محمد سليمان في سوريا، لكنهم لايعاقبون ويغتالون العدالة، وترفض الأمم المتحدة إنشاء المحاكم لأنه لا مصلحة لأميركا في كشف الحقيقة!!.
..
يغتال الرئيس الحريري في لبنان وبالتسييس والتزوير يتهمون سوريا وبعدها حزب الله وتختفي صور الأقمار الصناعية الاميركية و تتعطل الطائرات الإستطلاع الاسرائيلية في يومي التفجير لتختفي حقيقة الاغتيال وصورها الواضحة ولا تتعاون أميركا ،لأن الصور تفضح الحقيقة التي لا يريدونها، وتكشف الفاعل الحقيقي عبر صاروخهم أو أدواتهم في لبنان.
والمشكلة ان بعض اللبنانيين سواء عن قصد أو غير قصد دخلوا لعبة الأمم لتدمير الوطن، ولم يتعظوا ممن سبقهم في(التحالف مع أميركا) ونسوا ما قاله كيسنجر ( ليس لأميركا حلفاء بل مصالح )وهذا حسني مبارك حليف أميركا واسرائيل المطيع، فقد تخلوا عنه وفر تائها ، وهذا زين العابدين بن علي حليف أميركا ، قد سدت بوجهه كل المطارات، ولم يبق أمامه سوى السعودية ،والمشكلة أين سيذهب بعدها ،وكذلك مبارك الى الإمارات خوفا من الملاحقة القانونية في الغرب ،والمشكلة أين سيهرب عندما تهب عواصف الخليج الشعبية!!!
على اللبنانين المراهنين على أميركا أن يستيقظوا وأن لا يتوهموا بأن المحكمة الدولية قد أنشأت لأجل العدالة والحقيقة ،لكنها تماثل سلاح الدمار الشامل الكاذب في العراق، فالمشروع الأميركي إلى زوال وهو يتداعى في المنطقة ، ونحن حريصون عليهم كاخوة في الوطن .
و ونطالب كلبنانيين الحكومة القادمة ،بالعدالة في قضية الرئيس الحريري ،وبالجدية في قضية الإمام الصدر ورفيقيه ،والمبادرة لقطع العلاقات مع نظام القذافي، و القضاء بتكثيف جلساته دون تأخير ،ولتبادر جماهير الامام الصدر للاعتصام والتجمع امام قصر العدل في 4أذار2011 يوم محاكمة القذافي للإسراع في المحاكمة ، وبإعدام العملاء ، وهذا أقل الوفاء والواجب والأمانة.